• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

"لا تجعلوني كقدح الراكب": دراسة حديثية تحليلية

لا تجعلوني كقدح الراكب: دراسة حديثية تحليلية
أ. د. فهمي أحمد عبدالرحمن القزاز

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/5/2024 ميلادي - 20/11/1445 هجري

الزيارات: 3260

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

«لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ»

دراسة حديثية تحليلية


الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومَنْ والاه، وبَعْدُ:

فمن الأمور التي استشكلها الصح ابة رضي الله عنهم بعد نزول قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ الأحزاب: 56] كيفية الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ كيف يصلون عليه وهم يعلمون يقينًا أنه صلى الله عليه وسلم أعلى مقامًا منهم عند ربهم جلَّ جلاله، فكيف يصلي المذنب والخطَّاء على من هو معصومٌ صلوات ربي وسلامه عليه؟ وكيف يصلي مَنْ فيه المعايب والنقائص على مَنْ هو طاهر لا عَيبَ فيه؟ وكيف يُثِني من فيه معايب على طاهر؟ ولأن مرتبة العبد تقصر عن ذلك؛ فوجَّههم المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يطلبوا من الله سبحانه وتعالى أن يصلي هو عليه؛ فهو أعلم به وبحاله ومقامه عنده، فقال لهم قولوا: (اللهم صلِّ)، أنت يارب صلِّ عليه ولست أنا من يصلي عليه؛ لأن قوانا لا تصل إلى ذلك؛ قال السبكي: (لا يَقْدِرُ أحدٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حقَّ قَدْرِهِ إِلَّا اللهُ تَعَالَى؛ وَإِنَّمَا يعرفُ كل وَاحِدٍ من مِقْدَاره بِقَدْرِ مَا عِنْده هُوَ؛ فأعرفُ الْأمةِ بِقَدْرِهِ أَبُو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه؛ لِأَنَّهُ أفضلُ الْأمةِ، وَإِنَّمَا يعرفُ أَبُو بكر من مِقْدَارِ الْمُصْطَفى صلى الله عليه وسلم مَا تصلُ إِلَيْهِ قِوى أبي بكرٍ، وَثمَّ أُمُورٌ تَقْصِرُ عَنْهَا قِواهُ لم يحطْ بهَا علمهُ ومحيطٌ بهَا علمُ الله)[1].

 

من هنا قال علماء الأصول: حكم تكليفي وحيد في الكتاب والسنة أمرنا بأدائه فلم نقدر عليه ولم نفهم معناه، فأوكلناه إلى الله مرة أخرى ليؤدِّيه عنَّا؛ ألا وهو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا ما نطق به الأفاضل من العلماء قديمًا وحديثًا[2]؛ وهذا ما نفهمه من حديث أبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» [3].

 

وكذا حديث كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»[4].


قلت: ومِنْ أعظم أسبابِ قبول الدعاء والاستجابة له التي حثَّنا عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم ونهانا عن إهمالها وإضاعتها؛ الصَّلاةُ عليه صلى الله عليه وسلم في أول الدعاء وأوسطه وآخره لتكون سببًا لقبوله والاستجابة له؛ فأخرجه عبدالرزاق في مصنفه عَنْ جَابِرِ بْنِ عبدالله رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ، فَإِنَّ الرَّاكِبَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْطَلِقَ عَلَّقَ مَعَالِقَهُ، وَمَلَأَ قَدَحًا مَاءً، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَتَوَضَّأَ تَوَضَّأَ، وَأَنْ يَشْرَبَ شَرِبَ، وَإِلَّا أَهْرَاقَ، فَاجْعَلُونِي فِي وَسَطِ الدُّعَاءِ وَفِي أَوَّلِهِ وَفِي آخِرِهِ»[5].

 

وأخرجه عبد بن حميد بلفظ: «لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ، إِنَّ الرَّاكِبَ إِذَا عَلَّقَ مَعَالِيقَهُ أَخَذَ قَدَحَهُ فَمَلَأَهُ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ تَوَضَّأَ، وَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشُّرْبِ شَرِبَ، وَإِلَّا أَهْرَاقَ مَا فِيهِ، اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ، وَفِي وَسَطِ الدُّعَاءِ، وَفِي آخِرِ الدُّعَاءِ»[6]، وكذا أخرجه ابن أبي عاصم، وأبو بكر بن الخلال، والبزار، والبيهقي وقوام السنة، كلُّهم بألفاظ متقاربة[7].


وأخرجه القضاعيُّ بلفظ: «لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ»، قَالُوا: وَمَا قَدَحُ الرَّاكِبِ؟ قَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لِيَرْفَعُ مَتَاعَهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَيَبْقَى فِي قَدَحِهِ مَاءٌ، فَيُعِيدُهُ فِي إِدَاوَتِهِ، قَالَ: «اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ»[8].

وأخرجه الديلميُّ بلفظ: "لا تجعلوني كقدح الرَّاكِب، فَإِن الرَّاكِب يمْلَأ قدحه ويضعه وَيرْفَع بِهِ مَتَاعه، فَإِن احْتَاجَ إلى الشّرْب شرب"[9].


وذكره ابن كثير في مسند الفاروق رضي الله عنه، فقال: وقد رواه رَزين بن معاوية في كتابه مرفوعًا، ولفظه: عن عمرَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاءُ موقوفٌ بين السماءِ والأرضِ، لا يَصعدُ حتى يُصلَّى عليَّ، فلا تجعلوني كغُمَرِ الراكبِ، صلُّوا عليَّ أوَّلَ الدعاءِ، وأوسطَه، وآخرَه»[10].

 

الحكم على الحديث:

قال ابن كثير (ت 774هـ): فَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ [11].

 

وقال الهيثمي (ت 807هـ): رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَفِيهِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ [12].

 

وقال البوصيري (ت840هـ): هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؛ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ [13].

 

قال السخاوي (ت 902هـ): وسنده مرسل أو معضل، فإن كان يعقوب أخذه عن غير موسى تقوَّت به رواية موسى، والعلم عند الله تعالى [14].

 

وعلة الحديث كما تبين لك هو: (مُوسَى بْن عُبَيْدَةَ الرَّبَذي)، وهو: موسى بن عُبيدة بضم أوله، ابن نَشيط بفتح النون وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة، الرَّبَذي بفتح الراء والموحدة ثم معجمة، أبو عبدالعزيز المدني، وكان عابدًا مات سنة ثلاث وخمسين ومئة، روى له الترمذي وابن ماجه.


أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه:

جمهور المُحدِّثين على ضعفه[15]؛ قال الذهبي: ضعَّفوه[16]، وقال ابن حجر: ضعيف ولا سيما في عبدالله بن دينار[17].

ووثَّقه ابن سعد في طبقاته فقال: (وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَلَيْسَ بحجة)[18].

 

وبين ابن حبان في كتابه المجروحين سبب ضعفه فقال: (وَكَانَ من خِيَار عباد الله نسكًا وفضلًا وَعبادةً وصلاحًا إِلَّا أَنه غفل عَن الإتقان فِي الْحِفْظ حَتَّى يَأْتِي بالشَّيْء الَّذِي لَا أصل لَهُ مُتَوَهِّمًا، ويروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات من غير تعَمُّد لَهُ، فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ من جِهَة النَّقْل)[19].

 

وعليه فالجرح فيه من قبل الضبط لا العدالة، فحديثه ضعيف يتقوَّى بغيره، والله أعلم بالصواب.


والخلاصة في حديث جابر أنه حديث ضعيف بهذا الإسناد من هذه الطريق كما نطق بذلك الجهابذة؛ ولكن يشهد له عدة نصوص رُوِيت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام لها حكم المرفوع وهي:

الحديث الأول:

أخرج الترمذي وغيره عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ ادْعُهُ»، قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا الْمُصَلِّي، ادْعُ تُجَبْ» [20].

 

وفي لفظ: "سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: عَجِلَ هَذَا، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ"[21].

 

وفي لفظ: «أَيُّهَا الْمُصَلِّي، ادْعُ تُجَبْ، وَسَلْ تُعْطَ» [22].

 

الملاحظ في النص المذكور أعلاه أمَرَهُ صلى الله عليه وسلمبأنَّ يصلي عليه المصلي في ابتداء الدعاء بعد الحمد.


الحديث الثاني:

أخرج الإمام الترمذي: عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّك صلى الله عليه وسلم[23].

 

والملاحظ في النص أعلاه أنه رضي الله عنه أخبره أنَّ الدعاء يكون موقوفًا بين السماء والأرض لا يصعد إلا بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.


قال الطيبيُّ (ت 743هـ) قوله: «تصلي على نبيِّك» يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ كَلَامِ عُمَرَ، فَيَكُونَ مَوْقُوفًا، وَأَنْ يَكُونَ نَاقِلًا كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَحِينَئِذٍ فِيهِ تَجْرِيدٌ، جرد صلى الله عليه وسلم من نفسه نبيًّا، وهو هو، وَعَلَى التَّقْدِيرَيْنِ الْخِطَابُ عَامٌّ لَا يَخْتَصُّ بِمُخَاطَبٍ دُونَ مُخَاطَبٍ.

 

فالأنسب أنْ يُقال: إن النَّبِيَّ مشتق من النَّباوة والرفعة؛ أيْ: لا يرفع الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، حتى يستصحب الرافع معه، يعني أن الصلاة على النَّبِيِّ هي الوسيلة إلى الإجابة[24].

 

قال العراقي: هو وإن كان موقوفًا على عمر، فمثله لا يقال من قِبل الرَّأي، وإنما هو أمر توقيفي، فحُكْمه حُكم المرفوع [25].

 

وقال ابن العربي: مثل هذا إذ قاله عمر لا يكون إلا توقيفًا؛ لأنه لا يدرك بنظر [26].

 

قلت: وهذا ينبغي أن يتعلم ويُتقن، فالأحاديث الموقوفة على الصحابة الكرام والتي لا مجال للرأي فيها والاجتهاد لها حكم المرفوع، وهذا ما نطق به الأفذاذ من علماء الأمة بفائدة نفيسة، فقالوا:

قال ابن عبدالبر وهو يؤصل هذه القاعدة الجليلة وهو يتكلم عن حَدِيثٍ مَوْقُوفٍ عَلَى سَهْلٍ رضي الله عنه فِي الْمُوَطَّأِ عِنْدَ جَمَاعَةِ الرُّوَاةِ عَنْ مَالِكٍ...ثم قال: وَمِثْلُهُ لَا يُقَالُ مِنْ جِهَةِ الرَّأْيِ [27].

 

وأكد هذا المعنى والمغزى وهو يتحدث عن تَسْلِيمِ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه لِعَائِشَةَ رضي الله عنها فِي مسألة معينة، فقال: فيه دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ رَفْعِهَا إلى النَّبِيِّ؛ لِأَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يُقَالُ مِنْ جِهَةِ الرَّأْيِ [28].

 

وَنَبَّه القارئ لكتابه أن يعي هذا جيدًا فقال: أَدْخَلْنَا هَذَا فِي كِتَابِنَا؛ لِأَنَّ مِثْلَهُ لَا يُقَالُ مِنْ جِهَةِ الرَّأْيِ، وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ تَوْقِيفًا؛ لِأَنَّ هَذَا لَا يُدْرَكُ بِنَظَرٍ؛ وَإِنَّمَا فِيهِ التَّسْلِيمُ [29].

 

وهذا الإمام الحاكم يُصرِّحُ بذلك في كتابه: "معرفة علوم الحديث للحاكم" وهو يتكلم على النَّوْعِ السَّادِسِ مِنْ مَعْرِفَةِ عُلُومِ الْحَدِيثِ النَّوْعُ السَّادِسُ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ مَعْرِفَةُ الْأَسَانِيدِ الَّتِي لَا يُذْكَرُ سَنَدُهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم...ثم ذكر على ذلك أمثلة عدة، ثم قال: هَذَا بَابٌ كَبِيرٌ، يَطُولُ ذِكْرُهُ بِالْأَسَانِيدِ، فَمِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرْنَا، وَمِنْهُ قَوْلُ الصَّحَابِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالصُّحْبَةِ، أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ كَذَا وَنُهِينَا عَنْ كَذَا وَكَذَا، وَكُنَّا نُؤْمَرُ بِكَذَا، وَكُنَّا نُنْهَى عَنْ كَذَا، وَكُنَّا نَفْعَلُ كَذَا، وَكُنَّا نَقُولُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا، وَكُنَّا لَا نَرَى بَأْسًا بِكَذَا، وَكَانَ يُقَالُ كَذَا وَكَذَا، وَقَوْلُ الصَّحَابِيِّ مِنَ السُّنَّةِ كَذَا وَأَشْبَاهَ مَا ذَكَرْنَاهُ إِذَا قَالَهُ الصَّحَابِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالصُّحْبَةِ فَهُوَ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ مُخَرَّجٌ فِي الْمَسَانِيدِ[30].

 

والإمام الرَّازي وهو علَّامة الأصول والفروع ليس ببعيدٍ عن هذا، فقال في كتابه الماتع النافع "المحصول": إذا قال الصحابي قولًا لا مجال للاجتهاد فيه فحُسْنُ الظنِّ به يقتضي أن يكون قاله عن طريق، فإذا لم يمكن الاجتهاد فليس إلَّا السماع من النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم[31].

 

وهذا ما أكَّدهُ ابن العربي في أكثر من مناسبة، فقال وهو يعلق على الأحاديث: لكن للوقف في مثل هذا حكم الرفع؛ لأن ذلك مما لا مجال للاجتهاد فيه[32].

الحديث الثالث:

أخرج الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْأَلَ، فَلْيَبْدَأْ بِالْمِدْحَةِ، وَالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لِيَسْأَلْ بَعْدُ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يَنْجَحَ» [33].

 

الملاحظ في النص المذكور أعلاه أمره بأن يصلي عليه المصلي في ابتداءِ الدعاء بعد الحمد، فإن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب في قبول الدعاء والاستجابة له.


الحديث الرابع:

أخرج الطبراني عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: «كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» [34].

 

قلت: وقد أخرجه البيهقي موقوفًا ومرفوعًا عن سيدنا عليٍّ رضي الله عنه.


قال البيهقي: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: "كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم"[35].

 

وقال: عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ مَحْجُوبٌ عَنِ اللهِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ» [36].

 

قال المنذري: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَط مَوْقُوفًا، وَرُوَاته ثِقَات، وَرَفعه بَعضهم، وَالْمَوْقُوف أصح[37].

 

والملاحظ في النص المذكور أعلاه أنَّ الدعاء سيكون محجوبًا عن السماء-أيْ: الاستجابة-حتى يصلي الداعي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.


قلت: والخلاصة في حديث جابر رضي الله عنه: أنه ضعيف من هذه الطريق؛ ولكنه يتقوَّى بهذه الشواهد الأربعة التي ذكرتها، فيرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره، والله أعلم بالصواب.


شرح الحديث وبيان معاني ألفاظه وغريبه ووجه الشبه وما يؤخذ منه:

قال ابن قتيبة (276 هـ): سَألتَ عن حديثِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَجْعلوني كقَدَحِ الراكبِ؟».


والذي أرادَ: لا تؤَخِّروني في الذِّكْرِ، ولا تجعلوني فضلًا كقَدَحِ الراكبِ يُعَلِّقُ قَدَحَهُ في آخِرِهِ وَيحْمِلُهُ عندَ فراغِهِ... قال حسَّانُ -فيما أحْسِبُ -:

وأنت مَنُوطٌ نِيطَ في آلِ هاشِمٍ
كما نِيطَ خَلْفَ الراكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ

ومثال هذا أن يكونَ الرجلُ يُصَلِّي على من تَقَدَّمَ من الأنبياءِ والملائِكَة، وَيدْعُو لأبَوَيهِ ونفسِهِ وللمؤمنينَ والمؤمنات، فإذا فَرَغَ من جميع دُعائِهِ وحَوائِجِهِ إلى اللهِ صَلَّى على النَّبيِّ، فجعلَهُ آخِرًا وجعل ذِكْرَهُ فَضْلًا كما يُعَلِّقُ الراكبُ قَدَحَهُ في حقيبَتِهِ بعدَ فراغِهِ من جميعِ ما تحملُهُ ناقَتُهُ[38].

 

وقال ابن عطية: (ت 542هـ) وقوله تعالى: ﴿ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ ﴾ [البقرة: 101]، استعارة لما يبالغ في اطِّراحه، ومنه ﴿ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ﴾ [هود: 92]، ومنه بالمعنى قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوني كقدح الراكب"، أراد عليه السلام: لا تجعلوا ذكري وطاعتي خلف أظهركم، وهو موضع القدح[39].

 

وقال ابن قرقول (ت 569هـ): أي: في آخر الدعاء فتصلوا عليَّ عند فراغكم من الدعاء لأنفسكم كالمسافر يعلق قدحه آخر ما يعلق وفي آخر رحله[40].

 

وقال ابن الجوزي (ت 597هـ): وَإِنَّمَا معنى الحَدِيث أَن يكون الْإِنْسَان أبدًا لَا يفتر عَن الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَإِذا أَصَابَته شدَّة وَصلى على مُحَمَّد عرف صَوته ودعاءه، فاستجيب لَهُ، وكشف عَنهُ الْهم وَالْكرب، فَيجب على من هُوَ أهل مِلَّة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم ألَّا يغْفل عَن الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم [41].

 

قال ابن الأثير (ت: 606هـ): (كغمر الراكب): الغمر: القدح الصغير، كالقَعْب، والمعنى: أن الراكب يحمل رحله وأزواده، ويترك قعبه إلى آخر ترحاله، ثم يعلِّقه إما على آخرة الرحل أو نحوها، كالعلاوة، فليس عنده بمهم، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعلوا الصلاة عليه كالغمر-القدح-الذي لا يُقدَّم في المهام فيجعل تبعًا، والمراد به: الحث على الصلاة عليه أولًا ووسطًا، والاهتمام بشأنها [42].

 

وقال القرطبي (ت 656 هـ): والقدح يعني به قدح الراكب الذي يكون تعليقه بعد إكمال وقر البعير؛ لأنَّه لا يحفل به. ومنه الحديث: «لا تجعلوني كَقَدَح الراكب» [43].

 

وقال الطيبي (ت 743هـ): "أي: لا تؤخروني في الذكر؛ لأن الراكب يعلق قدحه في آخر رحله عند فراغه من ترحاله، ويجعله خلفه"[44]. وقال في موضع آخر: والأنسب أن يقال: إن النَّبِيَّ مشتق من النباوة والرِّفعة؛ أيْ: لا يرفع الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، حتى يستصحب الرافع معه، يعني أن الصلاة على النَّبِيِّ هي الوسيلة إلى الإجابة [45].

 

قال ابن الحاج (ت: 737هـ): وَذَلِكَ أَنَّ قَدَحَ الرَّاكِبِ هُوَ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الْمَاءُ لِقَضَاءِ مَآرِبِهِ مِنْ شُرْبٍ وَغَيْرِهِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَجْعَلُهُ عَلَى الدَّابَّةِ إلَّا بَعْدَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ تَحْمِيلِ حَوَائِجِهِ كُلِّهَا عَلَيْهَا [46].

 

وقال السخاوي (ت 902هـ): (وقدح الرَّاكِب قدح سهم... وَالْقلب للسوار حَيْثُ ضمُّوا)


أما [قدح] بِفَتْح الْقَاف وَالدَّال الْمُهْملَة وَآخره مُهْملَة، فيشير بِهِ إلى حَدِيث: «لَا تجعلوني كقدح الرَّاكِب»، وهي: آنِية مَعْرُوفَة تروي الرجلَيْن وَالثَّلَاثَة؛ أي: لَا تجْعَلُوا الصَّلَاة عليَّ بتأخُّر الدُّعَاء؛ لِأَن قدح الرَّاكِب يعلق آخر الرحل وَآخر مَا يعلق هُوَ [47].

 

وقال إسماعيل حقي (ت 1127هـ): أي: لا تنسوني في حالة الشدة والرخاء (ولا تذكروني كصنيع الراكب مع قدحه المعلق في مؤخر رحله إذا احتاج إليه من العطش استعمله وإذا لم يحتج إليه تركه).


وقيل: لا تجعلوني في آخر الدعاء فإنَّ اللائق أن يذكر اسمه الشريف أولًا وآخرًا، ويجعل الدعاء له عنوان الأدعية [48].

 

قال سليمان الجمل: الْمَعْنَى: "لَا تَجْعَلُونِي خَلْفَ ظُهُورِكُمْ": لَا تَذْكُرُونِي إلَّا عِنْدَ حَاجَتِكُمْ، كَمَا أَنَّ الرَّاكِبَ لَا يَتَذَكَّرُ قَدَحَهُ الَّذِي خَلْفَ ظَهْرِهِ إلَّا عِنْدَ عَطَشِهِ؛ ا هـ عَزِيزِيٌّ [49].

 

قلت: المعنى المستفاد من النص ووجه الشبه في الحديث الآتي:

1- لا تؤَخِّروني في الدعاء فَتُصلُّوا عليَّ عند انتهاء الدعاء، وتجعلوا الصلاة عليَّ في الدعاء فضلًا كالعلاوة التي لا يحفل بها كما يفعل الراكب مع قدحه؛ فيحْمِلُهُ عندَ فراغِهِ من الأمور المهمة فإنَّ الراكب يحمل رحله وأزواده، ويترك قدحه إلى آخر ترحاله، ثم يعلِّقه إما على آخرة الرحل أو نحو ذلك...فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلمأن يجعلوا الصلاة عليه في الدعاء كقدح الراكب الذي لا يُقدَّم في المهام فيجعل تبعًا... ومثال هذا أن يكونَ الرجلُ يُصَلِّي على مَنْ تَقَدَّمَ من الأنبياءِ والملائِكَة، وَيدْعُو لأبَوَيهِ ونفسِهِ وللمؤمنينَ والمؤمنات، فإذا فَرَغَ من جميع دُعائِهِ وحَوائِجِهِ إلى اللهِ صَلَّى على النَّبيِّ، فجعلَهُ آخِرًا، وجعل ذِكْرَهُ فَضْلًا، كما يُعَلِّقُ الراكبُ قَدَحَهُ في حقيبَتِهِ بعدَ فراغِهِ من جميعِ ما تحملُهُ ناقَتُهُ.

 

2- أو يكون المعنى: لا تفتروا أبدًا عَن الصَّلَاة عليَّ في الشدَّة والرخاء في الدعاء، فتصلُّوا عليَّ وتتوسلوا بالصلاة عليَّ عند دعائكم في شدتكم، وتتركون الصلاة عليَّ في الرخاء؛ فهو استعارة لما يبالغ في طرحه وعدم الاستفادة منه، كما يفعل الراكب فيسكب الماء من القدح أو يعيده إلى أدواته لعدم الحاجة إليه.


3- أو يكون المعنى: لا تتركوا الصلاة عليَّ وتهملوها في الدعاء مطلقًا، فتجعلوا الصلاة عليَّ خلف ظهوركم لا يعبأ بها كما يفعل الراكب بقدحه.


فينبغي على المسلم الاهتمام بشأن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن اللائق أنْ يذكر اسمه الشريف أولًا وآخرًا ووسطًا؛ بل يجعل الدعاء له-أي: الصلاة عليه-عنوان الأدعية فيجعل فِي أَوَّلِ الدعاء وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ...بل يجب على من هُوَ أهل مِلَّة سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم أَلَّا يغْفل عَن الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلمفي كلِّ حال، ولا سيما في الدعاء؛ لأنَّ الدعاء لا يرفع إلى الله سبحانه وتعالى، حتى يستصحب الرافع معه؛ وهو الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أن الصلاة على النَّبِيِّ هي الوسيلة إلى الإجابة.


قال ابن القيم: الموطن السَّابِع من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد الدُّعَاء وَله ثَلَاث مَرَاتِبَ:

إِحْدَاهَا: أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ قبل الدُّعَاء وَبعد حمد الله تَعَالَى.


والمرتبة الثَّانِيَة: أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ فِي أول الدُّعَاء وأوسطه وَآخره.


وَالثَّالِثَة: أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ فِي أَوله وَآخره، وَيجْعَل حَاجته متوسطة بَينهمَا [50].

 

قلت: والملاحظ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عاب على أناس يذكرونه فيصلون عليه في ختام دعائهم، فكيف بمن يدعو ولا يُصَلِّي عليه أبدًا، فهو لسوء الأدب معه صلى الله عليه وسلم أقرب إليه من الأول؛ بل وما بالُ قومٍ لا يدعون ربَّهم ويغفلون عن ذلك فيندرجون تَحْتَ قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].


فهناك أُناس لا يدعون ربَّهم، وهناك مَنْ يدعو ولا يصلِّي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه فيعرض عنه، ومنهم من يدعو ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ختام دعائه، ومنهم من يدعو ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الابتداء والختام، ومنهم من يدعو ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابتداء دعائه ووسطه وفي ختامه، وهو في أعلى المراتب والأحوال في الدعاء، وهو أدعى لقبول دعائه، والله أعلم بالصواب.


قلت: وأفضلهم حالًا ومقالًا من جعل كلَّ دعائه صلاةً على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اذْكُرُوا اللَّهَ، اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ»، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا، قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» [51].

 

قلت: وهذا أعظم المراد من الدُّعاء، فَجَمَعَ خَيْرَي الدنيا والآخرة، فيُكفى همَّه في الدنيا ويُغفَر ذنبه في الآخرة.


قال عليٌّ القاري: أَيْ: أَصْرِفُ بِصَلَاتِي عَلَيْكَ جَمِيعَ الزَّمَنِ الَّذِي كُنْتُ أَدْعُو فِيهِ لِنَفْسِي.


وقَالَ الْأَبْهَرِيُّ: أَيْ: إِذَا صَرَفْتَ جَمِيعَ زَمَانِ دُعَائِكَ فِي الصَّلَاةِ عَلَيَّ كُفِيتَ مَا يَهُمُّكَ.


وقَالَ التُّورْبَشْتِيُّ: مَعْنَى الْحَدِيثِ: كَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ دُعَائِي الَّذِي أَدْعُو بِهِ لِنَفْسِي؟ وَلَمْ يَزَلْ يُفَاوِضُهُ لِيُوقِفَهُ عَلَى حَدٍّ مِنْ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَحُدَّ لَهُ ذَلِكَ لِئَلَّا تَلْتَبِسَ الْفَضِيلَةُ بِالْفَرِيضَةِ أَوَّلًا، ثُمَّ لَا يُغْلِقَ عَلَيْهِ بَابَ الْمَزِيدِ ثَانِيًا، فَلَمْ يَزَلْ يَجْعَلُ الْأَمْرَ إِلَيْهِ دَاعِيًا لِقَرِينَةِ التَّرْغِيبِ وَالْحَثِّ عَلَى الْمَزِيدِ، حَتَّى قَالَ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؛ أَيْ: أُصَلِّي عَلَيْكَ بَدَلَ مَا أَدْعُو بِهِ لِنَفْسِي، فَقَالَ: «إِذًا يُكْفَى هَمُّكَ»؛ أَيْ: ما أَهَمَّكَ مِنْ أَمْرِ دِينِكَ وَدُنْيَاكَ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ، وَتَعْظِيمِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَالِاشْتِغَالِ بِأَدَاءِ حَقِّهِ عَنْ أَدَاءِ مَقَاصِدِ نَفْسِهِ، وَإِيثَارِهِ بِالدُّعَاءِ عَلَى نَفْسِهِ، مَا أَعْظَمَها مِنْ خِلَالٍ جَلِيلَةِ الْأَخْطَارِ وَأَعْمَالٍ كَرِيمَةِ الْآثَارِ! [52].


وقال الشوكاني: المُرَاد بِالصَّلَاةِ هُنَا الدُّعَاء وَمِنْ جملَته الصَّلَاة على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ المُرَاد الصَّلَاة ذَات الْأَذْكَار والأركان، (قَوْله: إِذن تُكفى همَّك وَيُغْفر ذَنْبُك) فِي هذَيْن الخصلتين جماع خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، فَإِن من كَفاهُ اللهُ همَّه سلم من محن الدُّنْيَا وعوارضها؛ لِأَن كل محنة لَا بُد لَهَا من تَأْثِير الْهم وَإِن كَانَت يسيرَة، وَمن غفر الله ذَنبه سلم من محن الْآخِرَة؛ لِأَنَّهُ لَا يوبق العَبْد فِيهَا إِلَّا ذنُوبه [53].

 

قلت: والحث على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء، وكونها من أسباب قبول الدعاء علَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته وهم يدعون في الصلاة، فأمرهم بالصلاة عليه في التشهد الأخير بعد أن يبدأ صلاته بالتكبير والحمد، ثم يطلب من الله ما يتمناه من خيري الدنيا والآخرة في ختام صلاته قبل السلام.


وهذا أيضًا أكَّده صلوات ربي وسلامه عليه في صلاة الجنازة فهي تبدأ بالحمد- سواء بدعاء الاستفتاح عند الحنفية أو بقراءة الفاتحة عند الجمهور-ثم بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة الإبراهيمية عليه بعد التكبيرة الثانية، ثم الدعاء لنا وللميت بعد التكبيرة الثالثة، وهو أدعى لقبول الدعاء، والله أعلم بالصواب.


وقال ابن الجزري (ت 833): قَالَ الشَّيْخُ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: إِذَا سَأَلْتَ اللَّهَ حَاجَةً فَابْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ ادْعُ بِمَا شِئْتَ، ثُمَّ اخْتِمْ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بِكَرَمِهِ يَقْبَلُ الصَّلَاتَيْنِ، وَهُوَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَدَعَ مَا بَيْنَهُمَا [54].

 

وأختم بلطيفةٍ نقلها القاضي عياض عن ابن عَطَاء فقال:

لِلدُّعَاء أرْكَان وَأجنِحَة وَأسْبَاب وَأوْقَات، فَإِن وَافَق أرْكَانَه قَوِي، وَإن وَافَق أجْنَحَته طَار فِي السَّمَاء، وَإن وَافَق مَوَاقِيتَه فَاز، وَإن وَافَق أسْبَابَه أنْجَح، فَأرْكَانُه حُضُور الْقَلْب، وَالرِّقَّة، وَالاسْتِكَانَة، وَالْخُشُوع، وَتَعلُّق الْقَلْب بِالله، وَقَطْعُه مِن الْأَسْبَاب، وَأجْنِحَتُه الصِّدْق، وَمَواقِيتُه الأسْحَار، وَأَسْبَابُه الصَّلَاة عَلَى مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.


وَفِي الْحَدِيث «الدُّعَاءُ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ لَا يُرَدُّ» [55] وَفِي حَدِيث آخر «كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٍ دُونَ السَّمَاءِ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّلَاةُ عَلَيَّ صَعِدَ الدُّعَاءُ» [56].

 

وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ على سيِّدنا مُحمّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.



[1] ينظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (6/ 203).

[2] ينظر: القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع (ص: 35)، ينظر كتابي: "قواعد نورانية في مدح سيد البرية في القرآن والسنة النبوية" القاعدة الثامنة: نفحات من آي الصلاة: (ص 214) وما بعدها، وينظر: بحثنا الموسوم: "المقعد المقرب: دراسة حديثية تحليلية" ففيه تفصيل وافٍ لذلك، نسأل الله القبول والإخلاص والسداد.

[3] صحيح البخاري: (8/ 441)، رقم: (3369)، وصحيح مسلم: (2 / 16)، رقم: (938).

[4] صحيح البخاري: (12 /10)، رقم: (4797).

[5] مصنف عبدالرزاق الصنعاني: (2/ 215) (3117).

[6] المنتخب من مسند عبد بن حميد (ت 249هـ)، ت صبحي السامرائي (ص: 340) (1132).

[7] الصلاة على النبي لابن أبي عاصم (ص: 55) (71)، السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 225)، كشف الأستار عن زوائد البزار (4/ 45)، باب الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (3156)، وشعب الإيمان (3/ 137) (1476)، والترغيب والترهيب لقوام السنة: (2/ 329) (1695).

[8] مسند الشهاب القضاعي: (2/ 89) (944).

[9] الفردوس بمأثور الخطاب: (ت292هـ) (5/ 57) (7452).

[10] مسند الفاروق، ت إمام (1/ 230)، قال ابن كثير: وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ إِنَّمَا تُرْوَى مِنْ رِوَايَةِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ فِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ عَبْدِ بْنِ حُميد. تفسير ابن كثير، ت سلامة (6/ 472).

[11] تفسير ابن كثير، ت سلامة (6/ 472).

[12] مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 155)، [باب فِيمَا يُسْتَفْتَحُ بِهِ الدُّعَاءُ مِنْ حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (17256).

[13] إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (6/ 447).

[14] القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع (ص: 222)، وللمزيد في تخريجه والحكم عليه ينظر: الضعفاء والمتروكون للدارقطني (1/ 249)، وعلل الدارقطني (13/ 354)، والضعفاء الكبير للعقيلي (1/ 61)، ولسان الميزان، ت أبي غدة (1/340) (256)، والمطالب العالية محققًا (13/ 774).

[15] ينظر: الضعفاء الصغير للبخاري 107. والجرح والتعديل 4/1/151. واللباب لابن الأثير 2/15. والمغني في الضعفاء 2/684. وتهذيب التهذيب 10/356.

[16] الكاشف (2/ 306).

[17] تقريب التهذيب (ص: 552) (6989).

[18] الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققًا (ص: 408).

[19] المجروحين لابن حبان (2/ 234).

[20] سنن الترمذي، ت بشار (5/ 393) (3476)، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَقَدْ رَوَاهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ الخَوْلانِيِّ...وَأَبُو هَانِئٍ اسْمُهُ: حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الجَنْبِيُّ اسْمُهُ: عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ.

[21] سنن الترمذي، ت بشار (5/ 394) (3477)، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وينظر: سنن النسائي (3/ 44) (1284).

[22] صحيح ابن خزيمة (1/ 351) (709)، وينظر: الدعاء للطبراني (ص: 46) (89)، والمعجم الكبير للطبراني (18/ 307) (792)، قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، وَحَدِيثُهُ فِي الرِّقَاقِ مَقْبُولٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. ينظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 156).

[23] سنن الترمذي، ت بشار (1/ 614) (486)، قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد. ينظر: مسند الفاروق، ت إمام (1/ 230).

وقال الألباني: ضعيف موقوف، وهو من الأحاديث التي ضعفها الألباني وحسنها مرة أخرى، بل قال في صحيح الترغيب والترهيب: "صحيح لغيره"؛ ينظر: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (2/ 177)، وصحيح الترغيب والترهيب (2/ 298).

[24] ينظر: مسند الفاروق، ت إمام (1/ 230).

[25] قوت المغتذي على جامع الترمذي (1/ 212).

( [26]ينظر: عارضة الأحوذي: (2/ 273-274).

[27] ينظر: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (23/ 165)، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (21/ 138).

[28] ينظر: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (23/ 104).

[29] ينظر: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (7/ 252).

[30] ينظر: معرفة علوم الحديث للحاكم (ص: 21-24).

[31] ينظر: المحصول للرازي (4/ 449).

[32] ينظر: مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 290).

[33] المعجم الكبير للطبراني (9/ 155) (8780)، قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ، وقال مرة: وَهُوَ حَدِيثٌ جَيِّدٌ؛ ينظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 155)، ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 160).

[34] المعجم الأوسط (1/ 220) (721)، وقال: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِلَّا عَبْدُالْكَرِيمِ الْخَرَّازُ، قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ؛ ينظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 160)، قال الألباني: وخلاصة القول إن الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد لا ينزل عن مرتبة الحسن إن شاء الله تعالى على أقل الأحوال. ثم وقفت على إسناده عند الطبراني في "الأوسط"؛ ينظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (5/ 57).

[35] شعب الإيمان (3/ 135) (1474)، وقال: "كَذَا وَجَدْتُهُ مَوْقُوفًا".

[36] شعب الإيمان (3/ 136) (1475)، وقال: ورويناه مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَرْفُوعًا.

[37] الترغيب والترهيب للمنذري (2/ 330) (2589).

[38] المسائل والأجوبة لابن قتيبة (ص: 248-249) (86).

[39] تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (1/ 551).

[40] مطالع الأنوار على صحاح الآثار (5/ 309).

[41] بستان الواعظين ورياض السامعين (ص: 305).

[42] جامع الأصول (4/ 156).

[43] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/ 421).

[44] فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (15/ 576).

[45] ينظر: مسند الفاروق، ت إمام (1/ 230).

[46] ينظر: المدخل لابن الحاج (1/ 12).

[47] الغاية في شرح الهداية في علم الرواية (ص: 301).

[48] روح البيان (3/ 417).

[49] ينظر: حاشية الجمل على شرح المنهج = فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطلاب (1/ 371).

[50] جلاء الأفهام (ص: 375).

[51] سنن الترمذي، ت بشار (4/ 218) (2457)، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وينظر: المنتخب من مسند عبد بن حميد، ت صبحي السامرائي (ص: 89) (170)، والترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين (ص: 14) (21)، المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 558) (3894)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»، وقال الذهبي: صحيح.

[52] ينظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (2/ 746).

[53] ينظر: تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين (ص: 49).

[54] النشر في القراءات العشر (2/ 468)، وينظر: مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 290).

[55] لم أقف عليه وذكره ابن الجوزي في بستان الواعظين ورياض السامعين (ص: 298).

[56] سبق تخريجه والحكم عليه من حديث سيدنا علي رضي الله عنه، ينظر الشفا بتعريف حقوق المصطفى - وحاشية الشمني (2/ 65)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حديث: يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد...
  • حديث: يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة عجالة الراكب وجعالة الراغب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • من فضائل النبي: استجابة الله تعالى لدعائه على عتبة بن أبي لهب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخالطة الناس حسب الحاجة وترك الوحدة سفرا وحضرا إلا لحاجة سبب لطرد الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصة هداية بين السماء والأرض!(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أنس السبر في ركاب الصالحين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوم عرفة وفرصة لركاب القطار(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • راكب أسطح القطارات(مقالة - ملفات خاصة)
  • ألمانيا: مطالبة بتصنيف الركاب بالمطارات تصنيفًا عرقيًّا دينيًّا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مشاكل نقل الركاب!!(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • "سبحان الملك القدوس": دراسة حديثية تحليلية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب